وادي التيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات ابناء وادي التيم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Empty
مُساهمةموضوع: ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي   ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Emptyالسبت أغسطس 25, 2007 1:46 am

كي يغدو الوطن جنة أرضية
يحيى السماوي في ديوان (قليلكِ.. لا كثيرهُنّ):الشاعر يستجمع قواه الشعرية في زمن اللاشعر
عبدالحفيظ الشمري
الجنة ليست مسلخاً بشرياً
كي أغفو مطمئناً
حيرة المتسائل
الثلاثاء 07/08/2007
يحيى السماوي
مَنْ ليْ بمصباح ٍ
يُضيءُ دجى الجواب ِالمستريب ِِ ..
يُزيلُ عن جَـسَد ِ السؤال ِِ
ملاءةَ الدم ِ والحُـطام ِ ؟
الناطقُ الرسميُّ
يُطنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشرةُ الأخبار ِتـُنبئُ عن خريف ٍ
قد يدومُ بحقل ِ دجلة َ ألفَ عام ِ
ورسائلُ الأصحاب ِ
تسألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرة ٍ ...
وعن سُفـُن ٍ مُهيَّأة ٍ
لِشـَحْن ِ الهاربين من الجحيم ِ
هل هذه بغداد ؟
الجمعة 03/08/2007
يحيى السماوي
أغمَضتُ عـن شجر ِ الهوى أحداقي
فاسكبْ طِلاكَ عـلى الثرى يا سـاقي
ورمَـيْـتُ عــني بُــرْدَة ً أبـْلـَيْـتـُهــا
في حَـرْب ِ أشـجاني على أشــواقي
وبِصَخْـر ِ صَبْر ٍما التحفـت ُ بغيرِه ِ
وأنــا أجــوبُ مـتاهــة َ الآفـــــــاق ِ
رباعيات أخرى
الخميس 02/08/2007
يحيى السماوي
لا تـُسْـرفــي باللــوم ِ والعَــتـَبِ
فأنا ـ وإنْ جزتُ الشبابَ ـ صبي
قـلـبي بـه ِ للحـب ِ ألـفُ مــدىً
رَحْـب ٍ وِغاباتٌ من الـوَصَـب ِ(*)
إنْ أغـْضَبَتـْك ِ صـبابـتي فـأنـا
أطـْفَأتُ فـي نيـرانها غـَضَبي
قـدْ أوْرَثـَتـْني عِـفـَّة ً بـهـوى ً
أمّـي .. وأوْرَثني الوفـاءَ أبـي

كفى عتبا*
الخميس 26/07/2007
يحيى السماوي
رُوَيْدَك ِ ... لا الملامُ ... ولا العِتابُ
يُعادُ بِهِ ـ إذا سُــكِب َ ـ الـشـَّــرابُ
فـليسَ بـِِمُزْهِـر ٍ صَـخـرا ً نـمــيـرٌ
ولـيسَ بـِِمُعْـشِـــبٍ رَمْـلا ً سَــرابُ
عَقَدْتُ على اليَبابِ طِماحَ صَحْـني
فـَجـادَ عـَليَّ بـالـسّــغَــبِ الـيَـبـابُ

تباريح العاشق البدوي
السبت 21/07/2007
يحيى السماوي
دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ
فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي
قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي
وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي
خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ
أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)
وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى
وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)
أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ
يتوه بها المُصيبُ عن الصواب
توغـّل
الثلاثاء 10/07/2007
يحيى السماوي
توغلتُ في داخلي
باحثا ً في رماد ِ السنينْ
عن السرِّ في عثراتي ..
وجدتُ من الشكّ دغلا ً كثيرا ً
وشوكا ً يُخَرِّزُ وردَ اليقينْ
رأيتُ شمالي لهيبا ً

شبيه الياسمين يدا وخدا
الجمعة 08/06/2007
يحيى السماوي
طِماحي ؟ أنْ تماثلني الطِماحـا
فيغدو حبّـنـا للــــراح ِ راحــــا
تضيء غدي بوجهكَ حين يرثي
سُهادي عُشـبَ عيني والصّباحـا
وتفطمـني من الأحزان ِ ...إنـي
رَضَعْتُ الدّمْعَ لا الماءَ القـــراحـا
فلست ُ بسائل ٍـ إلآكَ ـ جـاهــــــا ً
ولا بسواك َ أنتهِــلُ ارتياحـــــــا
ولم أعـــرفْ لقافــلـتي غُـــدوّا
إلى بستان ِ غيـركَ أو رُواحـــــا
فهلْ من رادم ٍ ـ للطيش ِ ـ بئــرا ً
سِواكَ إذا أردْت َ لي َ الصَلاحـا ؟
إذا جئـتُ النَجاحَ فأنتَ عــزمــي
وشيطاني إذا جئـت ُ الجُـناحـــا(1)
وحسبُكَ أنْ وجــدتَ بيَ المعنّى
نتوءات
الخميس 07/06/2007
يحيى السماوي
(1)
لا فرقَ بين الموت ِ والميلادْ
ما دامَ أنّ الناسَ في مدينتي
مزرعة ٌ
يقطف من رؤوسها الآفك ُ ..
والدرويشُ..
والغريب ُ..
والأوغادْ

بَدَدٌ على بددِ
الأحد 03/06/2007
يحيى السماوي
فتشتُ في قلبي فلم أجِــد ِ
إلآك ِ قنديلا يُضيءُ غدي
وفحـصت ذاكرتي : أفاتنة ٌ
أخرى يُنادِمُ طيفَها خَلَدي ؟
ونخلتُ حنجرتي لعلّ بها
بعضَ الصدى من هندَ أو دَعَـدِ
فوجدْتها تشدو لِيُثمِلها
ما فيكِ من طيبٍ .. ومن غَيَد ِ(1)

خلاصة التجربة
الأربعاء 11/04/2007
يحى السماوي
ذقت ُ العذابات ِ
فما وجدت ُ أقسى من عذاب الظن ِّ
... ِ في الأقبية ِ السريّةْْ
وذقت ُ كلّ لذة ٍ شهيّة ْ...
فلمْ أجدْ
ألذ ّ من فاكهة ِ الحريّةْ
كثرة السجون لا تعني تطبيق العدالة
الثلاثاء 10/04/2007
يحيى السماوي
* ما أوسعَ هذا البحر !
لكنه
أصغرُ من أنْ يستطيعَ
إطفاءَ عطش ِ زهرة ٍ واحدة !
* ما أصغرَ هذا الجدول ُ...
لكنه
أكبرُ من أن يكتفي
بإرواءِ بستان ٍ واحد...
آهٍ يا وطني
أنت بحاجة ٍ إلى جدول ٍٍ صغير ٍ من الحكمة ِ
لا هذه البحار
من زَبَد ِ الشعارات وكراديس الوجوه المقنعة .
جزّت ْ نواصيَها الكرامة
الجمعة 06/04/2007
"الى الصديق الشاعر جواد وادي : استذكارا لحدائق الأمس البعيد "
ِدربان ِ ينتهبان ِ قافلتي : متاهات ٌ ومنفى ..
في صُرّتي حَسَك ٌ
وفي كوزي سراب ُ الأمنيات ِ
دمُ الأحبّة ِ في بلاد ٍكان فيها النخل ُ مئذنة ً
وكان العشبُ إلفا..
للساهرين على ضفاف العشق ِ
لكنّ الحقول َ تعثرتْ
وكبتْ عذوق ُ النخل ِ.. فالشطآنُ مقبرة ُ النمير ِ
وخيمتي وطن ٌ ومنفى ...
المدجج بالعشب والأقحوان
الجمعة 06/04/2007
يحيى السماوي
" الى ماجد الشرع : نهر محبة وبستان شعر "
أيها المدجّج ُ بالعشب ِ والإقحوان
المُعَمّم ُ بالوطن ِ والشعر ِ والمطر
المتوضّئ بندى المحبة ِ:
أنا لم أقطف ِ التفاحة َ المحرّمة َ
ولم أصنع ْ ربّا ً من تمر ٍ
يأكلني بملعقة ِ الندم ...
ألأفق نافذتي «لمحات من الشعر الوطني »
الأربعاء 21/03/2007
عبد اللطيف الأرناؤوط
في ديوانه " الأفق نافذتي " ، يواصل الشاعر يحيى السماوي احتجاجه ضد برابرة العصر من طواغيت وغزاة محتلين وتجار حروب وأزمات وأصحاب حوانيت سياسية .فمنذ غادر وطنه ، ببراءة البدوي وانتفاضته لكرامة وطنه الذبيح ، وهولا يكف عن الصراخ ،داعيا أبناء شعبه في العراق ـ قبل سقوط الطاغية ـ أن يقوموا بأنفسهم بتحريره، وألآيكلوا أمره للدخلاء والطامعين ، ولم يكن يدورفي خَلده ، على صفاء سريرته ، أن يكون تحريرالوطن شمّاعة يعلّق عليها العملاء والمتاجرون بحرية الوطن ، معاطف أطماعهم ، وأن السياسة عالم أرحب من نقاء ضمير شاعر ينشد الحرية .
سادن الوجع الجليل
الثلاثاء 13/03/2007
يحيى السماوي
عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي . .
وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم
وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
رسالة الى العزيز سعدي يوسف
الثلاثاء 13/03/2007
أيها الكبير شعرا ونضالا، لتكن رسالتي هذه بمثابة دفقة دفء ومنديل محبة ، عساها تزيل الضباب عن المرايا وتمسح عن جبينك غبار التعب وأنت تحمل الوطن على ظهرك أنى حللت ، مترقبا اللحظة التي يتطهر فيها البستان العراقي
تعِب الربيع من الحقول المجدبة
الثلاثاء 06/02/2007
يحيى السماوي
الى اخي الشاعر خالد الحلي
تشكو من التعب ِ القصيدة ْ
للجرح نافذتان ِ…
واحدة ٌ على صدري
وأخرى خلفَ دالية ٍ بعيدة ْ
ما بين جذري والغصون ِ حرائق ٌ تعدو
وبينك َ والفرات ِ الطفل ِ مسغبة ُ

من رماد الذاكرة
الثلاثاء 06/02/2007
يحيى السماوي
على ما يذكرالآباءُ
إنّ الأرض كانت غيرَ ضيّقة ٍ
وكان الماءُ أعذبَ
والرغيفُ ألذ َّ
والأعشاب ْ
أكثرَ خضرة ً

أطلقوا سراح الوطن...
الثلاثاء 06/02/2007
يحيى السماوي
القادمون من وراء المحيطات
ومن تحت التكايا
وفنادق الدرجة الأولى في مدن الثلج
والشقرة الطافحة :
أفرغوا حنجرتي من الصّوت ِ...
وعينيّ من الدموع ِ ...
وشفتي ّ من الإبتساماتِ ...
وصباحاتي من الألق ِ...

أطلقوا سراح الوطن...
الثلاثاء 06/02/2007
يحيى السماوي
القادمون من وراء المحيطات
ومن تحت التكايا
وفنادق الدرجة الأولى في مدن الثلج
والشقرة الطافحة :
أفرغوا حنجرتي من الصّوت ِ...
وعينيّ من الدموع ِ ...
وشفتي ّ من الإبتساماتِ ...
وصباحاتي من الألق ِ...

سأنام مغتبقاً
الأحد 21/01/2007
يحيى السماوي
حجراً على حجرٍ سينهض مرةً أخرى
عراقاً للجميع
تزور فيه "حلبجة"ُ "الأهوارَ"
و"النجفُ" "الرمادي"
لا يضيم ولا يضامْ
حجراً على حجرٍ سينهض
هازئاً بالمستحيل
مُبشّراً بغدٍ على سعة المنى
وأنا سأولد من جديدٍ
فاتحاً للعشب أحداقي
وقلبي للمسرّةِ
والربابةَللهوى النشوان من كأس الوئامْ

حلمت يوما
الأحد 21/01/2007
يحيى السماوي
حلمت يوما أنني جناحْ
وحينما استيقظتُ
كانت السماء صهوةً
وسرجها الرياحْ
وكان ما بيني وبين الوطن المباحْ
مشنقة تمتدّ من ستارة الليل
الى نافذة الصباحْْ
***

ضفتان ولا جسر
الجمعة 19/01/2007
يحيى السماوي

في آخر تكبيرةِ فجرٍ من شعبانْ
من عامِ الفيلِ القوميِّ
طويتُ بساطي ....
قلتُ لأمي : بضعة أيامٍ
وتعود حمامةُ قلبي لروابيكِ
تعودُ الخضرةُ للأفنانْ
رشَّتْ حولي ماءً عَفِناً
(كنا نشربُ من ترعةِ بستانْ)
وأنا كنتُ رَشَشْتُ يديها بالقبلاتِ
وحين هَمَمْتُ بلثم صغيري

******
[size=21]سوط ووتر
الأثنين 08/01/2007
يحيى السماوي
إلى الصديق الأديب صباح محسن جاسم
لستُ معنيّاً بتفسير الصدى ...
والتباريح التي شَدَّتْ فمَ الوردِ
إلى كأسِ الندى ...
لستُ مَعْنِيّاً إذا كان الردى
سَيَجيءُ اليومَ
أو

خمس رباعيات
يحيى السماوي
لم يكنْ يضمُر ليْ شَرّاً خَفِيّا
عندما أعلن هجراً أبَدِيّا
كان يدري أنني من دونِهِ
لا أرى في العيشِ ما يُغري فَتِيّا
لا تَلُمْني إنْ تعلَّقتُ به
يا عذولي ... فلقد كان وَفِيّـا
شاءَ قتلي لا جحوداً إنمّا
ليؤاسى بيْ ...وكي يبكي عليّا
?????

حكاية الشهيد شاكر الجوعان *
يحيى السماوي
حين سقط شهيداً متناثر الأشلاء:
تدحرج من السفح إلى القمة - حتى صار سارية للعلم الوطني
أما القاتل:
فقد سقط من أعلى سلم غروره ملوثاً بالخطيئة . . مستحماً بأوحال العار - بينما صديقي شاكر الجوعان. . تغسله صلواتنا هناك: في الأعالي.

كأني أُطالب بالمستحيل
الى أخي الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجة
تذكرتُ ما قلتَ يوم الرحيلْ
" اليكَ عن الوهمِ … ما الفائدهْْ
من الأمّةِ الواحدهْْ
لساناً…
وأمّا الخطى ؟
فاختلافُ السبيلْ "

النخلة التي غدت بمفردها بستاناً
يحيى السماوي
" إلى سعدي يوسف أشعرنا جميعاً"
ربيعُك المتأبِّد ُ
هو
ما أثار حفيظةَ السبخ
وجعل البور تنظر إلى روابيك شزراً ...
"أيها الأشعر منا جميعاً"
من أين لسواعدِهم
بقاماتٍ أعلى من الجبال
لتطال حجارتهم أعذاق نخلتك ...
نخلتك التي
غدت بمفردها بستاناً ؟!

َأَيْتُ النَّخْلَ يَبْكِي
يحيى السَّمَاوِي
إِلَى الأخ الشَّاعرالمبدع: عيسى جرابا صَدَىً لِقَصيدتِهِ ( رَجْعٌ عِرَاقِيّ ).
سَمِيْرَ الشِّعْرِ عَفْوَكَ يَا سَمِيْرُ
عَصِيَّاتٌ عَلَى سُفُنِي البُحُورُ
أُحَشِّمُ أَحْرُفِي فَتَفِرُّ مِنِّي
وَتَهْرُبُ مِنْ خُطَى قَلَمِـي السُّطُوْرُ

نقوش على جذع نخلة(1)
يحيى السماوي
-1-
الكونُ مرآةُ ...
كلُّ النهايات بداياتٌ
إذَنْ ؟
كلُّ البداياتِ نهاياتُ ...
وتلك آياتُ

نقوش على جذع نخلة(( 2 ))
يحيى السماوي
-5-
أَتَسْتَحقُّ هذه الحياةُ أنْ يعيشَها الإنسانْ
مِسْخاً ...
ذليلاً ...
خائفاً مهانْ ؟
.............
.............
في حفرةٍ ضَيِّقَةٍ يأْنَفُها الحيوانْ
مختبئاً كانَ ...
وكان الموتُ والنيرانْ
يحتطبانِ الناسَ والبستانْ

نقوش على جذع نخلة 3
يحيى السماوي
(6)
يا زمنَ الخوذةِ والدفنِ الجماعيِّ
وقانونِ وحوش الغابْ
متى ...
متى يخترعون طلقةً
تُمَيِّزُ الطفلَ عن الجنديِّ
أو قذيفةً
تُمَيِّزُ الحانةَ والمبغى عن المحرابْ ؟
و "شنطةَ" التلميذِ
عن حقيبة الإرهابْ

نقوش على جذع نخلة(4)
يحيى السماوي
-9-
النبضُ في أغصانِنا
والموتُ في الجذورْ ...
كأننا الناعورْ :
ندورُ حول نفسنا ...
وحولنا يدورْ
بسوطِهِ المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ !
كأننا التنّورْ :
نقنَعُ بالرمادِ من وجاقِنا
وخبزنا ؟
بأكله المحتلُّ ... والقاتلُ ... والمأجورْ

نقوش على جذع نخلة-6-
يحيى السماوي
-13-
يُصَدِّرُ العراقُ تمراً
وَمُشَرَّدينَ ناجينَ من الإبادَةْ . . .
والحزنَ
والنفطَ الذي أَشْبَعَنا جوعاً . .
ويستوردُ كلَّ سلعةٍ
بدءً من الأحذيةِ المطاطِ
حتى " حَرَس " القيادَةْ !

جـلالة الـدولار
يحيى السمــاوي
جـلالة ُ" الـدولارْ "
حـاكـمُـنـا الجـديــدُ ...
ظـلُّ اللهِ فـوقَ الأرض ِ...
مـبـعـوثُ إلـهِ الحـربِ والتـحـريــر ِ
والـبـنـاءِ والـدََّمـارْ !
لـه يُـقـامُ الـذِكْـرُ ...
تـُنـّحـَرُ الـقرابيـنُ ...
وتـُقـْرَعُ الـطـبـولُ ...
تـُرْفـَعُ الأستــارْ !

أفول ..
يحيى السماوي
مرَّ على نافذتي وغابْ
وجه التي أوقدتُ في دمائها
حرائقَ العشقِ
وطرَّزْتُ بوردِ شوقها حدائقَ الشبابْ
غريبةً مثليَ كانتْ ...
سألتْ عني
وحين جئتها بالوجّعِ الصوفيِّ
استمطرُها العفوَ عن الغيابْ
قال لي الصحابْ

في وطن النخيل
يحيى السماوي
في وطنِ النخيلْ
الناسُ صنفانِ .. فأمّا قاتلٌ مُسْتَأْجَرٌ
أو
نازفٌ قتيلْ
??
في وطنِ النخيلْ
يحقُّ للقائدِ – باسم الأمنِ والسيادهْ
أَنْ يمنعَ العبادَهْ
إلاّ إذا تَعَهَّدَ "الإمامُ" أن يَخْتَتِمَ الصلاةَ
بالحديثِ عن مكارمِ "القيادةْ"

أصل الداء
يحيى السماوي
أربعةً كُنّا مُصابينَ بِداءٍ
أَعْجَزَ الطبيبَ والعَطّارَ في مدينةٍ
جميعُ أهليها يُعانونَ من التَعاسَهْ . . . .
وَمَرَّتِ الأيامُ
حتى حَلَّ في البلدةِ شيخٌ طاعنٌ
مِهْنَتُهُ الفِراسَهْ . . . .
زُرْناهُ نَسْتَفْهمُ عن أَمراضِنا
بادَرَني بقولِهِ: من أَيِّ شئٍ تشتكي؟


هوامش في كتاب العمر
يحيى السماوي
زرتُهُ
كي ألقي النظرةَ الأخيرةَ عليه
قبل دفنه
في المقبرة الطائفية !
دخلته وأنا منتصبٌ مثل علامة تعجّب …
تجَّولت فيه وأنا أَتَلَفَّتُ
منحنياً مثل علامة استفهام …
وكي لا أغدو مجرد نقطةٍ
في كتاب مقبرةٍ :
غادرته
وأنا ضئيلٌ كالفارزة
إنَّ زنزانةً أغفو فيها بأمانٍ
لأوسعَ عندي
من وطنٍ لا أمانَ فيه

اخرجوا من وطني
يحيى السماوي
هذه الأرضُ التي نَعشقُ
لا تُنْبِتُ وردَ الياسمينْ
…للغزاة الطامعينْ
والفراتُ الفحلُ
لا يُنْجبُ زيتوناً وتينْ
…في ظلال المارقينْ
فاخرجوا من وطني المذبوحِِِِِِِ شعباً
وبساتينَ ...
وأنهاراً ... وطينْ

سادن الريحان
الى صديقي الشاعر المبدع خلدون جاويد ... العصي على الفرح
يحيى السماوي
لا تسرج الفانوسَ
شمسك خارج الشباك واقفة
أتأذن بالدخولْ ؟
أزح الستارةَ ...
مد ظلك في السهولْ
أيئست ؟
ويحك يا حفيدَ العامريّ
وعروة بن الوردِ
وردك لن يطاوله الذبولْ

وجدان
يحيى السماوي
"إلى ام شيماء : الصديقة، الرفيقة، الحبيبة ، والزوجة"
ذُهِـــلَ البهــــاءُ ... فقــــال : ما أبهــــــاكِ !
وَتَسَــمَّــرَتْ عينــــايَ فــــوقَ لُـــمــــاكِ
خرساءُ تجهلُ ما تقولُ لِذُهْلِها
شفتي .. ولكنَّ العيونَ حواكي
فَهَمَسْتُ في سِرّي وقد بلغَ الزُّبى
عَطَشي لكأسٍ من رحيقِ نَداكِ
لا تَنْصبي شَركاً ...فإني قادمٌ
طـــوعــاً أُبــــاركُ في هــــــواكِ هــــلاكي

من وحي تمثال الحرية في نيويورك
يحيى السماوي
أيها الرب الرخاميّ المنتصب كالمشنقة
ليس مشعلا ً للحرية ما ترفعه ..
إخفض يدك
فالبنتاغون يراه فتيلا ً لإحراق حقول العالم
" تراه سيفا ً CIA" و الـ
لأستئصال الرقاب التي ترفض الانحناء
لآلهة "المعبد الأبيض"

خلّيِكَ في منفاك
إلى أخي وأستاذي الشاعر الدكتور زكي الجابر
يحيى السماوي
لا تَنْشر ِ الأشرعة َ
البحر ُ بلا موج ٍ
ولا ريح سوى الآهات ِ ...
أَم تُراك صََدَّقْت َ خطابات ِ الدراويش ِ
عن الكرامة ِ ... الحرية ِ ...
العدالة ِ ... الوئامْ ؟

مناشير ليست سرية
يحيى السماوي
-1-
سيكتب ُ التاريخ ُ
أَنَّ جَنَّة ً أرضيِّة ً
مياهُها محبَّة ٌ
وَطيْنُها ياقوت ْ
تَفَرَّدَت ْ بين َ حسان ِ جيلِها ...
فَمَرَّة ً يدعونها "بيروْت" ...
ومرة ً يدعونَها
سيدة َ الجمال ِ والدهشة ِ
"عشتروْت"

آية الفئة القليلة
يحيى السماوي
"إلى بيروت .. والفئة القليلة الذائدة عن شرف الأمة"
كُفِّي صراخَكِ يا "دليلَهْ" .....
"شمشون" ..؟
دَجَّنَه ُ البساطُ الأحمرُ المفروشُ ..
صار اليومَ نخّاساً بأسواقِ الرقيق ِ !
وفارس ُ الفرسان ِ ... حامينا ... أبو زيد الهلالي ..باعَ صهوتَهُ
وأَوْدَعَ سيفَهُ في متحف ِ الآثار ِ
أصبح نادلا ً في "حانة الدولار ِ ...
يسجد ُ للذي يعطي المزيد َ
من العمولَه ْ ..!

قانــــــــــا
يحيى السماوي
تلــــك الدمـــــاءُ المُســــــْتباةُ مِـــــدادُ
كتبـــــتْ بــه تأريخَهـــا الأمجــــــــادُ
كتَبتْــــهُ فـــوق الطيـــنِ حيــن تلوَّثَتْ
أوراقُنــــا ، ورثى النيـــــــامَ رقـــــــادُ
كتَبَتْـــــهُ بالأضـــــلاعِ لا بأنــــــامِــلٍ
هي للـــــــيراعِ وطِرْسِــــهِ أصفـــــــادُ
تبقيــــــن قانـــــــا شــــــاهداً وشهيدةً
تحيــــــا .. وأمّا الميــــتُ فالجــــــلاّدُ


لا تسـأ ليــه الصبــر
يحيى السماوي
لا تســــأ ليهِ الصَــبْـرَ لو جَـــزعـــــــــا
ممـا رأى... بغـدادُ... أو سَـمَـعــــــــا
فَــــرْ دٌ ولــكن بين أَضْــلُـعِــــــــــــــــهِ
وطـنٌ وشـعبٌ يخـفــقــانِِ مـعـــــــــــــا
صــادٍ يُـبَـلِّـلُ باللـظى شـفــــــــــــــــــةً
وَيَـصــدُّ عن مُسْـتَـعْـذَ بٍ نَـبَـــعــــــــــا


أشعر بالجفاف رغم رطوبتي الى الصديق الشاعر المبدع خلدون جاويد
يحيى السماوي
عندي من ربطات العنق
ما يكفي لصنع مشنقة ملونة
تليق برقبة طاغية نرجسي
ومن الأحذية ما يكفي
لحشو أفواه عشرين ناطقا رسميا
بلسان قياصرة العصر
وعندي من القمصان
ما يكفي

يتبع .....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي   ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Emptyالسبت أغسطس 25, 2007 1:48 am

يا صابرا عقدين إلا بضعة
يحيى السماوي
(( بعد نحو عقدين من السنين العجاف غربة وتشرداً،يطل على أمه وبقايا ملاعب طفولته))
أَلْقَـيْتُ بين أَحِـبَّـتي مـرسـاتـي
فالانَ تَـبْـدَأُــ يا حياةُــ حَياتــي
الان أَبْتَـدِئُ الصّـبــا ولـو اننـــي
جاوَزْتُ ((خمسينــاً))من السَنَواتِ
الان أَخْـتَـتِمُ البكــاءَ بضحكــةٍ
تمتـدّ من قلبي إلى حَدَقاتــي

تواقيع بالنبض
يحيى السماوي
صغيرٌ - كالبرتقالةِ – قلبي
لكنهُ
يَسَعُ العالمَ كلّهُ
*****

نخلة البرحيّ
يحيى السماوي
ظمـأى لمائــكَ يـا فـــراتُ جــذوري
وبسعْـفِ نخلــكَ يستغيـث حصيـري
خُيّـرتُ بين زُلال غيـركَ في الهـوى
ووحُـول جـدول ِحـقـْلـكَ المـهـجــور ِ
فاخترْتُ وحْلـكَ يا عـراقُ و بـيْ لـهُ
شـغـفُ الضـريـر إلـى ذُبالـة نــور ِ!
أأنـا شـريـدُ هــواكَ؟ أم أنــت الــذي
كـان الشـريـدَ؟ أم الشـريـدُ عشيـري

وجع الهجرة كما كتبه الشاعر العراقي يحيى السماوي
الدكتور عبدالعزيز المقالح
- 1 –
لا العراق القديم، ولا العراق (الجديد) يتسع له، ليس لأنه شاعر يدبج القصائد وينشرها حيثما وكيفما اتفق، بل لأنه شاعر مسكون بالشعر أولاً ثم بوجع وطنه العراق ثانياً، ذلك هو الشاعر يحيى السماوي المهاجر – حالياً – في استراليا.

يحيى السماوي في المهرجان العالمي للثقافة والفنون بعاصمة الجنوب الأسترالي
أسماء خليل

شهدت مدينة أديلايد عاصمة الجنوب الأسترالي خلال الشهر المنصرم مهرجانها السنوي الثقافي/ الفني الذي شارك فيه شعراء وروائيون من أمريكا وبريطانيا والهند وألمانيا وكندا وهولندا ونيوزيلندا وأوغندا وروسيا ودول أخرى

يحيى السماوي في «قليلكِ ... لا كثيرهنَّ»
يشقُّ علينا العبور الى غيرِ مجرّته
انطوان القزي
أن ينذرَ يحيى السماوي أصغريهِ للشعر، أن يسبلَ أجنحةَ النخيل للهوى، وأن يُفردَ الاثيرُ لنورسِه موائدَ أسحاره، فهذا من غَيضِ ما يستحقّهُ شاعرٌ أوصدَ ملامحَ العشقِ والصلاة عند حدود عراقه.
ينثر السماوي حبّاتِ عقدِه ليسَ للعابرين، بل للواقفين عند ذاك المحرابِ يتأملون، يحدّقون ويذرفون من طَلِّ قرائحِه نميرَ الشعر ومن دَفقِ ضفافه دمَ الاشتياق. لمَ يطرقُ الأبوابَ والمفتاحُ في يديه؟ لماذا يغنّي العذابَ وهو قيسُ البحارِ السبعة، لماذا يتوجّسُ جفافَ النهر في يديه، وهو سلسبيلُ أقباس؟ ينازلُ الرمْضاءَ عذوبةً والغدائر َعطاءً والوجدَ رقّة.[/size]



[size=21]الشاعر يحيى السماوي في ملبورن
أمسية رائعة للجالية العراقية .. ومشاركة لافتة في مهرجان عالمي
3 كانون الأول (ديسمبر) 2006

برعاية المنتدى الأسترالي العراقي أقام أصدقاء الشاعر العراقي يحيى السماوي في ملبورن أمسية شعرية ناجحة وحافلة للشاعر ألقى خلالها مجموعة من القصائد الوطنية التي جسدت بعمق وحساسية عالية معاناة وتطلعات العراقيين والعذابات التي مروا ويمرون بها وهم يتطلعون إلى عراق ديمقراطي موحد يضمن للوطن الكرامة والاستقلال والازدهار، وللشعب العراقي بكافة مكوناته الإخاء والحرية والرفاه والأمان.
وقد نجحت الأمسية في تقديم صورة رائعة لوحدة العراقيين، إذ حضرها جمهور كبير يمثل مختلف شرائح الجالية العراقية وانتماءاتها الدينية والعرقية والسياسية. وفي بداية الأمسية تحدث الشاعر خالد الحلي فشكر الحاضرين جميعاً على حضورهم من مناطق مختلفة ومتباعدة إلى مكان انعقاد الأمسية في مكتبة توماستاون العامة، وعبر عن الامتنان الكبير لمبادرة المنتدى الأسترالي العراقي للمرة الثانية على التوالي إلى رعاية أصدقاء الشاعر السماوي في ملبورن لإقامة أمسية شعرية له.
وقد تحدث الشاعر الحلي عن المسيرة الشعرية للشاعر وقال في هذا الإطار أن الشاعر السماوي كان قد أصدر المجموعة الأولى من مجاميعه الشعرية الخمس عشرة الصادرة حتى الآن، قبل ست وثلاثين سنة، أي في عام 1970، وقد قوبلت عند صدورها يومذاك بترحيب بالغ من قبل النقاد والقراء على حدٍ سواء، وكان من بين الذين كتبوا عنها بشكل متفائل ومتحمس عميد النقد الأدبي الحديث في العراق الناقد الراحل الدكتور علي جواد الطاهر.
وعن مسيرته الوطنية والنضالية قال : إن شعر الشاعر السماوي وصدره يتحليان بأحلى أوسمة الكفاح والنضال ضد النظام الدكتاتوري الصدامي المقبور، ولكنه إذ يتمسك بالحق والحق وحده فقد فضح كل أخطاء الاحتلال وما يجري في العراق الآن من مفارقات بحس وطني عالٍ، وبنزاهة موضوعية تستمد ضوءها من الحقيقة وضوء الشمس.
وتحدث بعد ذلك الدكتور كاميران عبدوكا عضو الهيئة الإدارية للمنتدى الأسترالي العراقي فعبر عن سرور المنتدى الكبير برعاية هذه الأمسية، وألقى في حديثه بعض الأضواء على القيم الإبداعية والوطنية والإنسانية في شعر السماوي، وجسد اعتزاز أبناء الجالية العربية في ملبورن بالشاعر الكبير، ناقلاً إليه رغبتهم في الانتقال إلى ملبورن للعيش بينهم، وإن تعذر الأمر فزيارة ملبورن مرة كل عام على الأقل. وأشار في حديثه إلى أهداف ومنجزات المنتدى الأسترالي العراقي.
ثم جاء دور الشاعر السماوي فكانت الكلمات النثرية التي شكر فيها منظمي الأمسية وحضورها تترقرق شعراً، وفي جو يسوده التوهج الشعري والتفاعل الخلاق بين الشاعر والحاضرين، كان السماوي يتنقل بين حدائق شعره ليقرأ الجميل والمعبر في مناجاة العراق أرضاً ووطناً وشعبنا، والتعبير عن هموم وتطلعات العراقيين، ثم قرأ بعض القصائد الوجدانية التي توجها بقصيدة رائعة تحت عنوان "وجدان" أهداها إلى زوجته الفاضلة وتدفقت بمشاعر عميقة صافية جسدتها بتألق لغته الشعرية الجميلة وصوره التعبيرية الأخاذة.
وبعد فترة استراحة لمدة ربع ساعة تناول فيها الحاضرون الشاي والمرطبات وتعرفوا خلالها عن قرب على الشاعر، بدأت الفترة الثانية من الأمسية التي استهلها الشاعر خالد الحلي بالحديث عن تجربة ترجمة قصائد الشاعر إلى الإنكليزية مؤكداً على أهميتها في إيصال الصوت العراقي إلى القاريء الأسترالي باللغة الإنكليزية، وتجسيد تفاعلنا مع مجتمعنا الأسترالي. وتوقف قليلاً عند صدور مختارات شعرية له باللغة الإنكليزية مؤخراً تحت عنوان “Two banks with no bridge” –ضفتان ولا جسر- قامت بترجمتها إلى اللغة الإنكليزية الروائية والشاعرة والأستاذة الجامعية الدكتورة إيفا ساليس، دون أن تبتعد كثيراً عن روحية ووهج النصوص العربية.
بعد هذا عاد الشاعر السماوي لينقل الحاضرين عبر إلقائه الجميل المعبر، وقصلئده التي تعانق ذرى الإبداع، ليلقي المزيد من شعره حاملاً معه الحاضرين إلى سماواته الشعرية الباذخة، ممتزجاً مع مشاعرهم وأحاسيسهم، وانتهت الأمسية وهم يتمنون أن تستمر أكثر.
وفي ختام الأمسية قدم الدكتور رياض المهيدي رئيس المنتدى الأسترالي العراقي هدية تذكارية إلى الشاعر يحيى السماوي، وهدية تذكارية أخرى إلى الشاعر خالد الحلي.
هذا وكان الشاعر مدعواً قبل إقامة هذه الأمسية بيوم واحد إلى المشاركة في المهرجان الثقافي الدولي الثاني الذي أقامته مؤسسة مكتبة ألثم الثقافية في ولاية فكتوريا بحضور نخبة من المبدعين والمفكرين من أستراليا وخارجها، وكان المشارك العراقي والعربي الوحيد فيه . وقد قام الشاعر خلال المهرجان بقراءة مختارات من قصائده باللغة العربية قامت بقراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية بعده الأديبة جهاد شهاب الأطرش التي تقيم وتعمل في ملبورن منذ سنوات عديدة.
وقد شدت قصائد السماوي انتباه الحاضرين "وكلهم من غير العرب باستثناء ثلاثة أفرد بينهم الشاعر نفسه"، وقد وصلت مساحة هذا الانتباه إلى مديات لا محدودة عند قراءة ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية. وهكذا كان نصيب الشاعر السماوي الحصة الأكبر بين المشاركين الآخرين من الأسئلة التي وجهها الجمهور، والتي أجاب عليها بالعربية وقامت الأديبة جهاد شهاب الأطرش بنقلها إلى اللغة الإنكليزية. ومن اللافت أن ختام القراءات تحول إلى حفل توقيع كتاب للسماوي لا لغيره من المبدعين الذين كانت كتبهم متوفرة في القاعة، إذ نفذت تماماً نسخ مجموعته الشعرية المترجمة إلى الإنكليزية وكان مقتنو هذه النسخ ينتظرون بالدور التوقيع عليها من قبل الشاعر.
ومن القصائد التي أثارت إعجاب الحاضرين كثيراً قصيدة للشاعر بعنوان "أذلني حبي" ويرد فيها قوله:
وفجأةً
رأيتُ نخلةً على قارعةِ الدربِ
هَزَزْتُها
فانهمر الدمع على هُدْبي
وعندما هَزَزْتُ جِذْعَ الأرضِ يا ربي
تساقط العراقُ في قلبي
هذا وكان الشاعر السماوي هو الشاعر العراقي والعربي الوحيد الذي شارك خلال الشهر المنصرم في مهرجان ثقافي آخر أقيم في ولاية جنوب أستراليا بإشراف منظمة قلم الثقافية العالمية لنصرة سجناء الرأي والتعبير من المبدعين والمثقفين.


******


حيرة المتسائل
10 آب (أغسطس) 2007 ، بقلم يحيى السماوي
مَنْ ليْ بمصباح ٍ
يُضيءُ دجى الجواب ِالمستريب ِِ ..
يُزيلُ عن جَـسَد ِ السؤال ِِ
ملاءةَ الدم ِ والحُـطام ِ ؟
الناطقُ الرسميُّ
يُطنِبُ في الحديث ِ عن الربيع ِ ..
ونشرةُ الأخبار ِتـُنبئُ عن خريف ٍ
قد يدومُ بحقل ِ دجلة َ ألفَ عام ِ
ورسائلُ الأصحاب ِ
تسألُ عن جوازات ٍ مُـزَوَّرة ٍ …
وعن سُفـُن ٍ مُهيَّأة ٍ
لِشـَحْن ِ الهاربين من الجحيم ِ
إلى جنائن خيمة ٍ في ملجأ ٍ صَعْب ِ المرام ِ
مَنْ ذا أُصَدِّق ُ ؟
ما يقولُ الناطقُ الرسميُّ باسم ِ القصر ِ ؟
أو
ما قاله الكوخُ المُهدَّدُ بالضرام ِ ؟
وأنا ورائي جثة ٌ تمشي..
ومقبرة ٌ أمامي !


****



سادن الوجع الجليل

يحيى السَّماوي

عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي . .
وكتبتُ لو قرأ البعيدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم
وِدّي أضاؤوا حيرتي بجوابِ !
وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى
أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى
بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهابِ
وَتَرَنَّمتْ لو لم تكن مشلولةً
شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي
كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبوحةٌ
أزهارُها ... ويبيسةٌ أعنابي
شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولهِ
قيظٌ .. وظمآنُ الغيومِ سحابي
طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ
ألقى به عصفاً وعودَ ثقابِ
حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ
ألفيتُني ميتاً بنبضِ ثيابِ
يتقاتل الضِدّان بين أضالعي :
عَزْمُ اليقينِ وحيرةُ المرتابِ
صُبْحي بلا شمسِ .. وأما أنجمي
فَبَريقُ بارودٍ وومضُ حرابِ
روحي تمصُّ لظى الهجيرِ وَتَسْتَقي
شفتاي من دمعٍ ووهجِ سرابِ
أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشاشةً
خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصالُ غيابِ
الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُها
إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحباب؟
عابوا على قلبي قناعةَ نَبْضِهِ
أنَّ الردى في العشقِ ليس بِعابِ
أنا سادنُ الوَجَعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ
طفلاً .. وها قارَبْتُ يومَ ذهابي
* * *
صوفيَّةَ النيرانِ لا تترفَّقي
بيْ لو أتيتُكِ حاملاً أحطابي
قد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي
ما أَبْقَتِ الأيامُ من أعشابي
أنا طِفْلُكِ الشيخُ ... ابتدأتُ كهولتي
من قبلِ بدءِ طفولتي وشبابي
لَعِبَتْ بي الأيامُ حتى أَدْمَنَتْ
وَجَعي .. وَخَرَّزَتِ العثارُ شِعابي
يحدو بقافلتي الضَياعُ كأنني
للحزنِ راحٌ والهمومِ خوابي1
إنْ تفتحي بابَ العتابِ فإنني
أَغْلَقْتُ في وجهِ الملامةِ بابي
أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعتُ بداهتي
وأَضاعني في ليلهِ تِغْرابي
كلُّ الذي أدريهِ أني بَذْرَةٌ
أَمّا هواكِ فجدولي وتُرابي
نَزَقي عفيفٌ كالطفولةِ فاهدئي
أنا طفلكِ المفطومُ .. لا ترتابي
الشيبُ ؟ ذا زَبَدُ السنين رمى به
موجُ الحياةِ على فتىً متصابي
"ستٌ وخمسون" انتهين وليس من
فرحٍ أُخيطُ به فتوقَ عذابي !
الدغل والزُقّومُ فوق موائدي
والقيحُ والغِسلينُ في أكوابي2
أحبيبة الوجع الجليل مصيبتي
أن العراق اليومَ غاب ذئابِ
لو كان يفتح للمشردِ بابه
لأتيتُهُ زحفاً على أهدابي
وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنها
عَرَفَتْ أماناً في العراق روابي
أوقفتُ ناعوري على بستانِهِ
وعلى دجاهُ المستريب شهابي
* * *
عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِها
روحي..وعطَّرني شميمُ خضابِ
كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرها
شفتي فرارَ ظميئةٍ لشرابِ
سكرتْ يدي لمّا مَرَرْتُ براحتي
ما بينَ موجِ جدائلٍ وقِبابِ
وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردها
وسهولِ ريحانٍ وَطَلِّ حُبابِ3
لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنا
من عين مُلتصٍّ ومن مرتابِ
فشربتُ أعذبَ ما تمنّى ظامئٌ :
شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّابِ4
يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من
تُفاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي
جَرَّحْتَ فستاني فكيف بزنبقي ؟
فَأَعِدْ عليَّ عباءتي وحِجابي
حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى
فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيطُ شِهابِ
وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنا
عريانَ مُلْتَفّاً بثوبِ ضَبابِ
صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَها
وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّابِ
* * *
خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهوى-
مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسابِ
إنْ كنتِ جاحدةً هوايَ فهاتِني
قلبي وتِبْرَ عواطفي وصوابي
نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معانقاً
خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضابِ
عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالندى
جمراً وكهفَ فجيعةٍ برحابِ
* * *
اصحابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ
إنْ غَرَّبَتْ قدماي يا أصحابي
جَفَّتْ ينابيعُ الوئامِ وأّصْحَرَتْ
بدءَ الربيعِ حدائق اللبلابِ
أحبابَنا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها
مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابي
أحبابَنا عَزَّ اللقاءُ وآذَنَتْ
شمسي قُبيلَ شروقِها بغيابِ
أحبابَنا في الدجلتين تَعَطَّلَتْ
أعيادُنا من بعدكم أحبابي
ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنا
منذ احترفنا الحقدَ غيرُ مُجابِ
نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنا
واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربابِ
عشنا بديجورٍ فلما أَشْمَسَتْ
كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي
ومُسَبِّحينَ تكاد حين دخولهم
تشكو الإلهَ حجارةُ المحرابِ
ومُخَنَّثين يرون دكَّ مآذنٍ
مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقابِ
وطنَ اللصوصِ المارقين ألا كفى
صبراً على الدُخلاءِ والأذنابِ

1 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
2 الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
3 الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
4 الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.


******
ضفتان ولا جسر

يحيى السَّماوي

في آخر تكبيرةِ فجرٍ من شعبانْ
من عامِ الفيلِ القوميِّ
طويتُ بساطي ....
قلتُ لأمي : بضعة أيامٍ
وتعود حمامةُ قلبي لروابيكِ
تعودُ الخضرةُ للأفنانْ
رشَّتْ حولي ماءً عَفِناً
(كنا نشربُ من ترعةِ بستانْ)
وأنا كنتُ رَشَشْتُ يديها بالقبلاتِ
وحين هَمَمْتُ بلثم صغيري
صرخت زوجي :
دخل الجندُ الحيَّ !
فلملمتُ بقايايَ
وكالنسناس
قفزتُ إلى سطح الجيرانْ
لم يمهلني الرعبُ طويلاً
فتعكَّزْتُ ضلوعي قبل طلوعِ الشمسِ
طريداً
أبحث عن واحات أمانْ
مرَّ الليل الأول في قرية "سيِّد جبار"
الثاني؟
في الصحراء ...
الثالثُ؟
في "سفوانْ"
ثم توارى النخلُ ... المدنُ الثكلى
والخِلانْ
|||
أقف الانْ
في منعطف العمرِ غريباً
بين صديقٍ لا أعرفُهُ
وعدوّ يعرفني ...
حينا تحرقني الأمطارُ
وحيناً تُثْلجني النيرانْ ..
أقف الانْ
بين صديق لا يعرفني
وعدوٍّ أعرفُهُ
بين عبيرِ زهورِ الروحِ
وأشواكِ الجسد الشيطانْ
مَنْ ينقذني مني؟
فَيُوَحِّدُ ما بين يقينِ جذوري
وظنونِ الأغصانْ؟
فأنا الانْ
ضفتانِ ولا جسرٌ
نصفي وحشٌ ....
والآخرُ إنسانْ
|||
في آخر تكبيرة فجرٍ من شعبانْ
من عام الفيلِ القوميِّ
ابتدأ الرحلةَ رجلٌ في مقتبلِ العشقِ
وزوجٌ . . . وصغيرانْ
الإختيار

يتبع ......
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 31/12/1969

ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي   ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي Emptyالسبت أغسطس 25, 2007 1:49 am

جيلان ِ مرّا مذ غفا أبتي وغادر بيتَنا...
كيف استفاق ْ ؟
فأطَلَّ من ْ خَلف ِ الرّواق ْ
عيناه ممطرتان ِ...
بدْلته’ العتيقة نفسها...
والخوف نفس’ الخوف ِ...
مَنْ ؟ أبتي ؟
استرحْ ...
فبكى
رمى الكأس التي قدّمْتها...
خبزي المعفر َ بالرمال ِ
عقاله الكوفي ّ ...
أخْرَجَ مصحفا ً وكتابَ أدعية ٍ
وكوزا ً فيه من دمه المراق ْ
نفض التراب َ وقال :
يا ولدي الذي خَبَرَ الخنادق َ والحدائق َ
والزنازينَ ... الفنادق َ
والفضيلة َ والنفاق ْ
أقْسمْ بأنّك لنْ تخونَ الله
أو لَبَنَ الأمومة ِ ...
لنْ تساوم َ إذ تجوعُ
ولنْ تبيعَ وشاحَ أمسك
في مزادات السياسة ِ أو حوانيت الرفاق ْ
فاخْتَرْ :
فأمّا أنْ تكون َ معَ العراق ْ
أو
أنْ تكون َ مع العراقْ
***
حلمت يوما

يحيى السَّماوي

حلمت يوما أنني جناحْ
وحينما استيقظتُ
كانت السماء صهوةً
وسرجها الرياحْ
وكان ما بيني وبين الوطن المباحْ
مشنقة تمتدّ من ستارة الليل
الى نافذة الصباحْْ
***
حلمت يوما أنني صرت "ابا نؤاسْ"
وحينما هاجر من أحداقيَ النعاسْ
رأيت جفني زق أحزانِ
وجرحي كاسْ
وكان ما بيني وبين الوطن الجريح
قيحٌ
ودمٌ يسيل من مئذنة الصباح في مدينتي
وروضةٌ مذبوحةُ الأغراسْ
***
حلمت يوما أنني العراقْْ
وحينما فركت أحداقي
تخثّرتْ على أجفانها الأهدابْ
وكان بين الله والمحرابْ
"أبرهة" الجديد في "الكرخ"
وفي الرصافة الذئابْ
1 -الشاعر
تجرحهُ الوردةُ أحيانا ً...
وحينا ًيجرحُ السكّين َ والحجر ْ
يظمأ بين النبع ِ والنهر ِ
وتحت خيمة ِ المطر ْ
وربمّا يحلب ُ ضرع َ جفنه ِ
فترتوي جذورهُ ويُعْشِبُ الوَتَرْ...
تُغْرِقُهُ قطرة ُ حِبر ٍ
أو رذاذ الدمع ِ في الأحداقْ
ضاقت ْ به ِ الأرضُ
وضاقتْ من مرايا حُلمِه ِ الآفاق ْ
لكنه
يتوهُ بين أسطر ِ الأوراقْ
2-ظمأ
ظامئة ٌ كلُّ سواقي القلب ِ ياحبيبتي
وظامئٌ على الضّفاف ِ الطينُ والنخيلْ
لا القمحُ في البيدر ِ
لا الخُضْرةُ في العُشْب ِ
ولا الضياءُ في القنديلْ
تخَثّرالصّمتُ على حنجرتي
فهل أنا القاتلُ ؟
أم كنت أنا القتيلْ؟
3- قسمة ضَيزى
أيّ شئ ٍ نطلب ُ الآنَ وراياتُ " سلاطين " العراقْ
تملأ الآفاقَ
تمتدُّ من السوق ِ إلى باب ِ الزُقاقْ ؟
فارفعوا لافتةََ َ الشكر ِ
كُلوا خبزَ التراتيل ِ
اشربوا الدمعَ المراقْ
لكم الدّغْلُ
وللقادة ِ ما يكنزُ بستان ُ العراقْ
4-اجترار
تعوّدْتُ حين أعودُالى حجرتي في المساءْ
أُعيدُ تفاصيل َ يومي
وأخْلَعُ عني قميص التجلد ِ والكبرياءْ
أنادِمُ وجهي
وأنسجُ ليْ بُردة ً من دخان المراثي
أهيّئُ للحلم ِ جفناً
وأطلِقُ نحو الضفافِ القصِيّة ِ
أشرعةَََ الإشتهاءْ
تعوّدْتُ حين يُطِلّ النهارْ
أعيدُ تفاصيلَ ليلي
وأركض خلفَ الطيوفِ التي غادرَتْني
ألملمُ ما يتساقطُ منها
لأصنعَ لي ْ صورةً
للإطار الذي صارَ وشْمَ الجدارْ
أعلّقها تحت نافذةِ الفرح ِ المستعارْ

*****



نزق

يحيى السَّماوي

وتسألني التي اصطبحتْ
بخمرة وجهها الحَدَقُ
ولي من صبرها الصوفيّ مغتبقُ :
لماذا لا يفوح العود إلآ حين يحترقُ ؟
وليس يشعّ إلآ من سواد مداده الورقُ ؟
أما لظلام ليل ِ مشرّد غسقُ ؟
أم ِالنزق اصطفاك
فأنت مختلفٌ مع البلوى
ومتّفقُ ؟
**
اجل...
لمّا يزلْ بي ذلك النزقُ...
أرى بحراً
فيغويني به الغرقُ ...
ومضماراً فأنطلقُ
ويغريني الطريقُ الصّعبُ
مفتوناًً بما قد خبّأت طُرُقُ
وأجنح للهيب
برغم علمي أنني ورقُ
يُحرّضني على خدر النعاس السّهدُ
والرَهَقُ
ويُقلقني إذا ما مرّ بي في غربتي
صبحٌ ولا قلقُ
وأنّ الليلَ لا همًّ
ولا أرَقُ
فطول إقامةٍ في غير دار أحبّتي
حَمَقُ
تعِب الربيع من الحقول المجدبة
" الى اخي الشاعر خالد الحلي "
تشكو من التعب ِ القصيدة ْ
للجرح نافذتان ِ…
واحدة ٌ على صدري
وأخرى خلفَ دالية ٍ بعيدة ْ
ما بين جذري والغصون ِ حرائق ٌ تعدو
وبينك َ والفرات ِ الطفل ِ مسغبة ُ
وسنبلة ٌشهيدة ْ
فاكتب ْ وصيّتَك َ
المراثي خلفنا
وأمامنا ميلاد ُ فاجعة ٍ جديدة ْ
هذا هو العصرُ القميئ ْ
نخفي أغانينا …ونهرب ُ من ملامحنا
ومن قمر ٍ يضيئ ْ
فنغادر الضفة َ الوحيدة ْ
الان أخرج ُ من متاهاتي
لقد كذب َ الفرات ُ على النخيل ْ
قبري معي يمشي
وطفلٌ راعَهُ الساطور ُ
يا وطني العليل ْ
أيقوم ُ من تابوتِهِ الجسدُ القتيل ْ ؟
فاكتب ْ وصيّتكَ…
المدائنُ شيّعت ْ أقمارَها
لا شئ َ ينبئ ُ أنّ بابل سوف تنهض ُ مرةً أخرى
فتفْتح بعد هذا السبي بابَ المستحيل ْ
ما خنتُ طيني حينما استبدلتُ عكّازا ً بسيفي
والتّغربَ بالإياب ْ
وبقرط ِ أمي خبزَ أطفال ٍ
وكأسا ً بالكتاب ْ…
ما خنت ُ حلم َ أبي
ولكنّ القوافلَ مُتْعَبَة ْ
والصبحَ نافذة ٌ تُطِلّ على رماد ِ المسْغَبة ْ
تَعِبَ الربيع ُ من الحقول ِ المُجْدِبَة ْ
فشكوت ُ حزني للقصيدة ْ
والخوف ُ نافذتان ِ
واحدة ٌ وراءَ دمي
وأخرى خلف دالية ٍ بعيدة ْ


***
من رماد الذاكرة

يحيى السَّماوي

على ما يذكرالآباءُ
إنّ الأرض كانت غيرَ ضيّقة ٍ
وكان الماءُ أعذبَ
والرغيفُ ألذ َّ
والأعشاب ْ
أكثرَ خضرة ً
* * *
و" الخيش " و " الجنفاص "
أنعم َ من حرير ِ اليوم ِ
حتى فاتنات الأمس كن ّ أرقَّ
والخيل القديمة ُ لم تكن ْ ترخي اللجامَ لغير فارسها
ولا كان الجبانُ يصولُ في الميدان ِ...
والأغراب ْ
لا يتحكّمون بقوت ذي سغب ٍ
ونبضِ رقاب ْ...
ويقنع ُ بالقليل ِ من القطيع ِ الذئب ُ
لا كذئاب ِ هذا العصر ِ...
أذكر ُ أن ّ أمي حدّثتني عن بيوت ٍ
دونما أبواب ْ
وتُقسم ُ أن ّ جارا ً
قد أضاع شويهة ً يوما ً
فعادت بعد عام ٍ خلفها حَمَل ٌ
يقودهما فتى سأل المدينة َ كلّها
عمّن أضاع شويهة ً يوماً بذات مساءْ ...
على ما يذكر ُ الآباءْ
كان الناسُ
لا يتلفتون إذا مشوا في السوق ِ
أو
خرجوا من المحرابْ
* * *
على ما سوف يذكر بعدنا الأبنا ْ
إنّ الأرضَ
أضيق من سرير ِ القبر في بغدادَ
والماء َ الفرات َ له ُ مذاق ُالصّابْ
وإنّ الجارَ يخشى جارهُ
وتخاف من أجفانها الأهدابْ

"* " الخيش والجنفاص : أقمشة خشنة مصنوعة من الكتان كان الناس يرتدونها في العراق قديما
****
صبرا حتى تقوم الساعة

صبرا حتى تقوم الساعة

يحيى السَّماوي

كلّما نرفعُ صوتا ً
باسم ِ طفل ٍ شاخ َ رعبا ً
وأب ٍقيّدَه ُ القَهْر ُ
وباسْم ِ الأرْملة ْ:
أوقِفوا سفْك َ الدم ِ المهدور ِ
في بغداد َ والحلة ِ
في البصرة ِ والأنبار ِ
في الكوت ِ وباقي المدن ِ المُشْتعِلة ْ
فمتى تعطونَ للجائع ِ خبزا ً
وأمانا ً للعصافير ِ التي فرّتْ من الحقل ِ ؟
متى يركن ُ للحكمة ِ رب ُّ القنبلة ْ ؟
ومتى تُطفَأ نارُ الفتنة ِالمُفْتَعَلة ْ؟
فيجيب ُ القَتَلة ْ :
صبرَكم ْ
لم ْ يُكمِل ِالتحريرُ إلآ بعضَ أعوام ٍ
علامَ العَجَلة ْ؟

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ديوان الشاعر الكبير يحيى السَّماوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة/ شاعر المليون/ الشاعر زاهر ابو حلا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
وادي التيم :: منتدى الخواطر والنثر ونبض المشاعر-
انتقل الى: